السلالة اليمنية الجديدة


اليمن هي المعبر الأساسي للقهوة إلى أنحاء العالم، حيث أنه وفي القرن الثامن عشر بدأت نبتة القهوة في الانتقال من هناك لتزرع في أنحاء الدول المتواجدة على خط الاستواء. هذا ما تم توثيقه ويعتبر من مسلمات تاريخ القهوة، فما هو الاكتشاف الجديد في عام 2020؟


‏بعد أبحاث جينية مستفيضة لأشجار القهوة في دولة اليمن، قام بها فريق من المختصين من اليمن وخارجها، وُجِد أن أشجار القهوة اليمنية تحوي معظم الأصول الجينية لأشجار القهوة في أنحاء العالم (خارج إثيوبيا)، وبذلك تم تأكيد تاريخ القهوة كما هو متناقل أعلاه.


‏ولكن كما هي طبيعة الاكتشافات الكبرى في أي مجال، تلعب الصدفة والاحداث غير المخطط لها عاملا محوريا في تكوين المستقبل، وهنا أحد الأمثلة الذهبية على ذلك:

‏في خضم الأبحاث التي أجراها أولائك العلماء على تكوين الشجرة الجينية لفصيلة الأرابيكا، والتي تأكد من خلالها كون اليمن هي المعبر الرئيس لنبتة القهوة، وجدوا بذرة لاكتشاف آخر مبهر، كان ذلك من خلال وجود مجموعة جينية مختلفة عن أي من الموجود في أنحاء العالم! مجموعة لا توجد إلا في اليمن ويندرج تحتها العديد من السلالات. 


‏يحمل هذا الاكتشاف في ثناياه معاني كبيرة لعالم القهوة أجمع، حيث أنه يمثل أحد أهم التطورات في الخمسين سنة الأخيرة في هذا المجال، كما أنه يضفي جانبا جديدا للحد من آثار التغير المناخي ‏والذي يمثل أكبر التحديات أمام زراعة القهوة في المستقبل. يجدر بنا أن نشير إلى أن هذا الاكتشاف لا زال في بداياته وهو طور التحقق والتدقيق، وتعتبر المراحل القادمة من البحث محورية في تحديد الآثار المنشودة منه.


‏هذا هو الجانب العلمي، ولكن ماذا عن القهوة نفسها؟ الكوب؟ ضمن نشاطات منظمة كوب النخبة، قام الإخوة في قهوة القمة بإعطاء عينات من محاصيل مميزة جدا عملوا عليها مع المزارعين اليمنيين، بعضها من مجموعة اليمنية حديثة الاكتشاف وبعضها من مجموعات وسلالات أخرى معروفة

‏والعجيب أن التقييم الأعمى الذي قامت به لجنة المتذوقين أعطى المجموعة الجينية حديثة الاكتشاف (اليمنية) المراكز الأولى دون منافسة، كل ذلك ضمن عينات تعتبر ضمن الأجود على مستوى العالم!


‏صور من احدى المزارع التي نمت بها المجموعة الجينية الجديدة ... يمنيّة


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التخمير اللاهوائي

طريقة التحضير (V60)

موجة الصقيع في البرازيل