موجة الصقيع في البرازيل
موجة الصقيع في يوليو
الصقيع يعتبر من الحالات الجوية الواردة في منطقتي ساوباولو ومينش جيرايس في الأشهر ما بين يونيو وأغسطس، وفعلا حدثت موجة خفيفة اعتيادية من الصقيع في مطلع شهر يوليو، ولم تؤثر بدورها كثيرا على إنتاج البن هناك أو أسعار القهوة العالمية.
ولكن وفي 20 يوليو، ضربت موجة قوية من الصقيع ذات المنطقتين، وبحدة أعلى ولساعات أطول، وأحدثت أثرا سلبيا كبيرا على الكثير من المزارع هناك. موجة بهذه الحدة لا تحدث إلى كل 20-30 سنة تقريبا، وكان آخرها في عام 1994.
الذي حدث فعلا لأشجار البن هو أن الرطوبة في ساعات الصباح الباكر مع انخفاض درجات الحرارة في الجو إلى ما دون الصفر كونت غطاء ثلجي على بعض الأشجار مما قاد إلى تلف المحصول فيها.
ما هو أثر موجة الصقيع هذه على أسعار القهوة؟
لا توجد صورة كاملة عن مدى أثر الصقيع على إنتاج القهوة في البرازيل حتى الآن، ولكن التوقعات تضع الخسارة في الإنتاج فيما بين 4% و11% لمحصول 2022/2023.
بالنسبة لأسعار القهوة بشكل عام فكان هناك ارتفاع كبير حيني في سعر القهوة في البورصات العالمية (يقارب 30%) في بداية توارد أخبار الصقيع، ولكن ومنذ ذلك الحين لم ترتفع الأسعار أكثر من ذلك والآن هي أقل ب5% من أعلى سعر وصلت إليه حينها.
بالنسبة للقهوة المختصة فأثر السعر عليها يعتبر أقل من أثر ارتفاع وانخفاض أسعار القهوة التجارية بشكل عام، والسبب الرئيس في ذلك هو أن القهوة المختصة مرتفعة السعر أساسا وتعتمد بشكل رئيسي على تقييم الجودة أكثر من انخفاض التكاليف أو اعتماد سعر السوق، مع الاهتمام ببناء العلاقات الجيدة مع المزارعين وعدم خفض مقابلهم المادي من عام إلى آخر حتى لو انخفضت أسعار السوق بشكل عام.
آثار أخرى
هناك جانبان مهمان يجب ذكرهما هنا. الأول أن أثر الصقيع للأسف من الممكن أن يمتد لأكثر من سنة إنتاج. السبب في ذلك يعود إلى كون أشجار البن الصغيرة المتؤثرة بهذا الحدث الجوي من الممكن ألا تنتج أبدا وبالتالي يضطر المزارع إلى إزالة هذه الشجرة وزراعة أخرى مكانها وهذا أمر يأخذ أعوام.
الجانب الآخر والأهم هو الخطر الصامت الذي لا يحدث الضجة التي يحدثها الصقيع: الجفاف. الجفاف له أثر فتاك طويل المدى على زراعة البن عالميا، وفي البرازيل بالتحديد، من الممكن أن يكون أثر الجفاف أكبر من أثر هذا الصقيع (الذي يحدث مرة كل 30 عام) على المحاصيل في العام القادم.
تعليقات
إرسال تعليق